الأخبار

مرحبا بك عزيزي المستخدم في قناتك الدينية بامتياز

انطلاق قناة النور

Watch live streaming video from alnourchannel at livestream.com

السبت، ٢٠ أغسطس ٢٠١١

غدا .. يستعيد اليمن سعادته المفقودة


رغم أنها جمهوريات، أو على الأقل كما يستطيع القاصي والداني أن يعرف عنها أنها جمهوريات عند قراءة دساتيرها، تصر الأنظمة
 الحاكمة للجمهوريات العربية على كونها ملكية أكثر من الممالك، وإمارات أكثر من غيرها من دول الأمراء.

هكذا شاءت الظروف أو ربما تحت وطأة القمع والقهر استطاعت الأنظمة الحاكمة للجمهوريات العربية أن تبقى قابعة على عروشها لعقود، وما كان لأحد أن ينزع الحكم من يد أحد منهم ومن بعدهم أبنائهم وأحفادهم، لولا صحوة لشباب الأمة العربية جاءت كنتيجة طبيعية لعقود من الكبت والصبر على فساد مجموعة من الطغاة، لطالما وصفتهم الصحف القومية بأنهم قادة أبطال وزعماء أبطال
 في بلاد اليمن السعيد،
أو هكذا كانت تُوصف في ماضيها المزدهر، قصة أخرى لحكاية شعب صنع ثورته    
ليقضي على براثن الحكم الفاسد ويقتل مشروع توريث كان التخطيط له يتم على قدم وساق، خرج الشعب اليمني يطالب بكرامة وحرية ولقمة عيش كريمة، خصوصًا وأنه يرى من حوله بلدان عربية مماثلة استطاعت أن تسقط أنظمتها الفاسدة..

خرج الشعب مسالمًا رغم كون السلاح في يد الجميع، إلا أن الشعب أرادها ثورة بيضاء حتى لا تفسد بياض الربيع العربي، وربما هذا ما كان يريده ثوار ليبيا أيضًا لولا جنون القذافي الذي فرض عليهم حمل السلاح للدفاع عن النفس أولاً والتخلص من مرتزقته وكتائبه التي لا ترحم ثانيًا..

لكن داء اليمن هو رئيس يريد أن يبقى في الحكم إلى آخر لحظة من عمره، رغم أنه هو نفسه من خرج أكثر من مرة ليعلن أن الحفاظ على اليمن ووحدته هي أسمى وأهم واجباته التي وهب حياته لها، فكيف سيحقق ذلك إذا كان بقاؤه في الحكم هو لب المشكلة التي قد تودي باليمن وبشعبه على حد السواء؟!

فقبل عدة أشهر كانت عملية الإعداد والتجهيز لتعديل دستوري يسمح لعلي عبد الله صالح للترشح لولاية جديدة في 2013م تتم بخُطا ثابتة، هو ذاته الذي دخل في حرب مع الحوثيين أوقعت البلاد في كمين الطائفية فقط إرضاءً لأمريكا، كما أن إدارته الاقتصادية الفاشلة هي أصابت الاقتصاد اليمني بحالة من الكساد جعلت أعداد كبيرة من اليمنيين تطالب بالانفصال عن اليمن الأم فيما يعرف بالحراك الجنوبي، هذا غير مصائب أخرى كثيرة ربما لم يكشف عنها النقاب بعد.

إذن ما الذي يغري شعب اليمن في القبول ببقاء صالح في منصبه حتى آخر نفس؟! يقول صالح إنه جاء في منصبه بالشرعية، عن أي شرعية يتحدث الرجل؟! إنها شرعية التزوير والتدليس وتغيير إرادة الشعب وتطويعها لخدمة مصالحها فقط. يقول صالح إنه مصمم على البقاء في السلطة حماية لليمن من الخراب والضياع والوقوع في قبضة الارهاب، وكأنه يحكم على من سيأتي من بعده في السلطة بأنه سيترك البلاد لتضييع أكثر مما هي عليه.

أنا شخصيًّا أعتقد أنه في حالة عودة صالح من السعودية إلى اليمن فإن هذا يعني إما حرب أهلية داخلية في اليمن سيكون حتمًا من نتائجها إهدار دماء الكثيريين من أبناء اليمن، والوقوع فريسة لخلايا الارهاب، وربما تفتيت بلد عربي جديد بعد تفتيت السودان منذ أسابيع، هذا كله لأن بقاء الطغاة على عروشهم ترسخ في عقليتهم كونهم من الملوك أو ربما منزلين من السماء وتغييرهم أو التخلي عنهم هو ضربٌ
من الجنون، فمتى يعود اليمن سعيدًا كما كنا نصفه من قبل؟!


أحمد مصطفى الغر


المتابعون

أرشيف المدونة الإلكترونية